المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

117


منذ سلّموه إلى السيّارة يوم اُخرج من الجبّ وهو صبيّ، وقد مرّ عليه سنون في بيت العزيز، ولبث بضع سنين في السجن، وتولّى أمر الخزائن منذ أكثر من سبع سنين، وهو اليوم في زيّ عزيز مصر، لا يظنّ به أنّه رجل عبريّ من غير القبط، وهذا كلّه صرفهم عن أن يظنّوا به أنّه أخوهم ويعرفوه، لكنّه عرفهم بكياسته أو بفراسة النبوّة.

﴿وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ...﴾الجهاز: ما يعدّ من متاع وغيره، والتجهيز: حمل ذلك أو بعثه. فالمعنى: ولمّا حمّلهم ما أعدّ لهم من الجهاز والطعام الذي باعه منهم، أمرهم بأن يأتوا إليه بأخ لهم من أبيهم. وقوله: ﴿أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ﴾أي: لا أبخس فيه، ولا أظلمكم بالاتّكاء على قدرتي وعزّتي. وأنا خير المنزلين: اُكرم النازلين بي واُحسن مثواهم.

﴿فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ﴾ الكيل: بمعنى المكيل، وهو الطعام. ولا تقربون، أي: لا تقربوني بدخول أرضي والحضور عندي للامتيار واشتراء الطعام.

﴿قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ...﴾المراودة: هي الرجوع في أمر مرّة بعد مرّة بالإلحاح، ففي قولهم ليوسف(عليه السلام): ﴿سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ﴾دليل على أنّهم قصّوا عليه قصّته وأنّ أباهم يضنّ به، ولا يرضى بمفارقته له.

﴿وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا...﴾الفتيان: جمع الفتى، وهو الغلام. والبضاعة: