المولفات

المؤلفات > مفاهيم تربوية في قصّة يوسف

11

وفي جنب ما أشرنا إليه من محنة الطائفيّة وموجة التكفير التي يرفع لواءها اليوم بعض من ذوي الاتّجاه البدويّ في التفكير، تنبغي الإشارة إلى أنّه برغم الدائرة الواسعة من الوفاق العقائديّ والفقهيّ بين المذاهب الإسلاميّة الذي نراه أرضيّة مناسبة، وقاعدة صلبة لإقرار مبدأ التعايش السلميّ، بل التعاون والتنسيق واتّخاذ المواقف المشتركة تجاه قضايا الاُمّة المصيريّة، وما يهدّد كيانها ومبادئها ومقدّساتها من مخاطر... برغم ذلك لم تكن دائرة الخلاف بحدود أتباع أهل البيت(عليهم السلام)من جهة، وأتباع مدرسة الخلفاء من جهة ثانية، ولا أنّه خلاف سياسيّ أو فكريّ شهدته الاُمّة الإسلاميّة في مرحلة من مراحل حياتها، وإنّما له من العمق ما يمتدّ إلى حياة النبيّ(صلى الله عليه وآله).

فقد يصوّر البعض الخلاف بين المسلمين بأنّه خلاف بين أتباع أهل البيت(عليهم السلام) من جهة، وأتباع مدرسة الخلفاء من جهة ثانية؛ ليوحي أنّ جماعة المسلمين تتمثّل بأتباع المذاهب الإسلاميّة الأربعة فقط، أمّا أتباع أهل البيت(عليهم السلام)فجماعة خارجة عن جماعة المسلمين، في حين أنّ المذاهب الأربعة لم يقتصر الخلاف بينها على مستوى الخلاف الفقهيّ كما يتخيّله بعض السذّج، وإنّما هم يتوزّعون على مسالك فكريّة وفرق كلاميّة متعدّدة في طريقة الاستدلال على العقائد، وقد وقع الخلاف بينها في أخطر القضايا، انتهى إلى تكفير بعضها بعضاً، وأهمّ تلك الفرق: