المولفات

المؤلفات > مباني فتاوى في الأموال العامّة

256


بدلاً عن كلمة: «وغيرهما» كلمة: «وأبي محمّد التلعكبري»، وكلّ هؤلاء الثلاثة ثقاة أجلاّء، إذن فالحديث إلى محمّد بن يعقوب شبه قطعي; لأنّه يرويه جماعة أحدهم المفيد عن جماعة من الأجلاّء عن محمّد بن يعقوب الكليني. وليس النقل شفهيّاً حتّى يحتمل التغيير خطأً في بعض عبائر الرواية ضمن الطبقتين، بل هو توقيع مكتوب.

وقد تذكر هنا شبهة وهي أنّه لو كان الكليني راوياً لهذه الرواية، فكيف لم يذكرها في الكافي مع أنّ الكافي كتاب مهمّ، وهذه الرواية رواية مهمّة، فإنّها توقيع من الإمام الحجّة مشتمل على مسائل كثيرة؟! فعدم ذكرها في الكافي شاهد للكذب.

والجواب: أنّ مجرّد عدم ذكر الكليني لهذه الرواية في الكافي ليس شاهداً على أن لا تكون هذه الرواية من روايات له(رحمه الله) لم تضبط في الكافي، ولعلّ الرواية وصلت الكليني بعد تأليف الكافي، على أنّه قد تكون نكتة عدم ذكر هذه الرواية في الكافي أنّ زمان الكليني كان زمان الغيبة الصغرى، وكان للإمام الحجّة نوّاب آنذاك، والكافي كتاب عام قد يصل إلى يد الأعداء، فكان نقل هذه الرواية فيه يلقي ضوءاً على النوّاب، وقد يؤدّي ذلك إلى معرفة النائب وإيذائه للفحص عن الحجّة الذي لم يكونوا قد رأوا شاهداً حتّى ذاك الوقت على أصل ولادته.

وبعد أن اتّضح: أنّ صدور هذه الرواية عن الكليني شبه القطعي تبقى المشكلة السنديّة في إسحاق بن يعقوب الذي روى عنه الكليني هذه الرواية.

وفي بالي أنّ صاحب كتاب قاموس الرجال يُبرز في كتابه احتمال: أنّ إسحاق بن يعقوب كان أخاً للكليني، وأنّه رآى ـ أعني التستري(قدس سره) ـ في بعض النسخ والمتون في آخر التوقيع قوله عجّل الله فرجه: «والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب الكليني»، ولكن لو ثبتت هذه النسخة، وثبت أنّ المقصود بذلك أخ الكليني صاحب الكافي، فهذا لا يكون دليلاً على وثاقته.