المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

96

ذلك كان يرعى باُبوّته هذا المشروع المبارك، وكان يرتبط بشكل وآخر بعقليّته المتميّزة الجبّارة، وهنا أترك الحديث لسماحة السيّد محمّدباقر الحكيم حفظه الله؛ لكي يحدّثنا بعض الكلام عن جماعة العلماء، فإليك بعض المقاطع من مقاله الذي نشر في مجلّة الجهاد العدد الرابع عشر الصادر بتأريخ جمادى الآخرة من سنة ( 1401 هـ )، قال حفظه الله:

«لابدّ من أجل أن نفهم عمق الأحداث التي سوف أتناولها، والمواجهة التي وقعت بين الإمام الشهيد الصدر (رضوان الله عليه) وحزب البعث في العراق من أن نرجع إلى بدايات سنة (1378)، أي: بعد التغيير في الحكم الذي حصل في العراق بعد انقلاب الرابع عشر من تموز عام (1958 م).

فقد ظهرت على سطح المسرح السياسيّ في العراق مجموعة من التيّارات السياسيّة والفكريّة بعد أن حصل الشعب العراقيّ نتيجة الانقلاب على بعض المكاسب السياسيّة والاجتماعيّة.

وقد احتدم الصراع في المرحلة الاُولى بين التيّار الماركسيّ ـ الذي كان يقوده الحزب الشيوعيّ العراقيّ، والذي كان يحصل على الدعم المعنوىّ من قائد الانقلاب عبد الكريم قاسم ـ من جانب، ومجموعة التيّارات السياسيّة الاُخرى من جانب آخر، كالتيّار القوميّ الذي كان يجمع بين الناصريّين والبعثيّين وغيرهم، والذي كان له وجود سياسيّ في الحكم وفي الشارع بسبب الدعم الذي كان يحصل عليه من الجمهوريّة العربيّة المتحدة حينذاك بقيادة