المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

45

تلك كانت أيّام طفولتنا وصبانا مع ذلك المعلّم (الصدر) المليء بالعلم وهو طفل، وقد تغذّينا في حوزته ونحن أطفال».

انتهى ما كتبه محمّدعلي الخليليّ عن أيّام طفولة الاُستاذ الشهيد(قدس سره) في المدرسة الابتدائيّة.

أمّا ما جاء فيه من (أنّه(رحمه الله) كان يحفظ الخطب التي كان يهيّئها له معلّموه، فيلقي الكلمة في المناسبة عن ظهر قلب، ويبدو وكأنّه يرتجل مسترسلاً دون توقّف أو تلكّؤ)، فهذا قد يكون صحيحاً، ولكنّ الذي حدّثني به الاُستاذ الشهيد(رحمه الله) أنّه كان في أيّام صباه يرتجل خطباً للناس في المناسبات، ولاتنافي بين هذا وذاك؛ فلعلّه كان أحياناً كهذا وأحياناً اُخرى كذاك.

وقبل أن نمضي في درس حياة اُستاذنا الشهيد(قدس سره)؛ لكي نرى ماذا كان بعد خروجه من المدرسة، نقرأ مقطعاً آخر من الحديث عن حياته في داخل المدرسة الابتدائيّة منقولاً عن أحد أساتذة المدرسة فقد نُشِرَ في مجلّة صوت الاُمّة العدد (13) للسنة الثانية (رجب / 1401 هـ) مقالٌ لشخص تحت اسم (أبو براء)، وهذا نصّه:

«شاءت الصدف أن أتّخذ لي مكاناً إلى جانبه في أحد المجالس التأبينيّة التي اُقيمت تخليداً لذكرى الشهيد الصدر، وفي التفاتة منّي إليه غير مقصودة وجدت عليه أمارات الألم والحزن الشديدين، أمارات لم أجدها ترتسم على وجوه الآخرين، بل لااُغالي إذا قلت: كانت عليه سيماء الثكل، ولم ينتبه إلى التفاتتي، فقد كان ساهياً منصرفاً عن كلّ ما هو حوله، ومثبتاً عينيه على صورة للشهيد الصدر