المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

30

«... لقد كان(رحمه الله) آية بليغة في الأخلاق الفاضلة والصفات الكريمة تلقاه ـ وهو بتلك المكانة العلميّة السامية، وبذلك الرداء الجميل من الشرف والمجد ـ طلِق المحيّا، باسم الثغر، رقيق الحواشي، ندىّ الحديث، طريّ الاُسلوب، ليّن العريكة، يتواضع للصغير حتّى كأنّه بعض سُمرائه، ويتصاغر للكبير حتّى كأنّه دون نظرائه...».

كان المرحوم آية الله الصدر(قدس سره) آية في الزهد والتقوى والعفّة، وعدم الاكتراث للدنيا، والشوق إلى العلم والتحقيق.

روي عن المرحوم حجّة الإسلام السيّد علي الخلخاليّ(رحمه الله) أنّه قال:

«إنّ السيّد حيدر الصدر(قدس سره) كان يُدرّس أثناء إقامته في الكاظميّة الكفاية، فاتّفق أنّ أحد أكابر الحوزة العلميّة في النجف الأشرف ورد الكاظميّة، وطلب منه السيّد الصدر(رحمه الله)عقد مباحثة معه في الكفاية خلال الأيّام التي سيبقى في هذا البلد المبارك، فأبى، فطلب منه التتلمذ لديه في أيّام إقامته في الكاظميّة بتدريسه للكفاية فوافق على ذلك، فكان السيّد الصدر(رحمه الله)يلقي بتدريسه هو للكفاية على جمع غفير من الطلاّب، ثُمَّ كان يحضر باسم التلميذ لدى هذا العالم في درس الكفاية».

قال السيّد علي الخلخاليّ(رحمه الله): «إنّي سألت السيّد الصدر(رحمه الله): ماذا صنعت بفلان الذي لم يكن يقبل عقد المباحثة معك في الكفاية؟ فأجاب(قدس سره): أ نّي وصلت إلى ما كنت أروم من الإفادة والاستفادة؛ ذلك أ نّي أحضر لديه بعنوان التلمذة، فيقرأ علىّ مقطعاً من الكفاية،