المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

214

إنّي اُخاطبك في هذه اللحظة العصيبة من محنتك وحياتك الجهاديّة بكلِّ فئاتك وطوائفك: بعربك، وأكرادك، بسنّتك، وشيعتك؛ لأنّ المحنة لاتخصّ مذهباً دون آخر، ولا قوميّة دون اُخرى، وكما أنّ المحنة هي محنة كلّ الشعب العراقىّ فيجب أن يكون الموقف الجهادىّ والردّ البطولىّ والتلاحم النضاليّ هو واقع كلّ الشعب العراقىّ.

وإنّي منذ عرفت وجودي ومسؤوليّتي في هذه الاُمّة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعيّ والسنيّ على السواء، ومن أجل العربىّ والكردىّ على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحّدهم جميعاً، وعن العقيدة التي تضمّهم جميعاً، ولم أعِش بفكري وكياني إلاّ للإسلام، طريق الخلاص وهدف الجميع.

فأنا معك يا أخي وولدي السُنّيّ بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعيّ، أنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام، وبقدر ما تحملون من هذا المشعل العظيم؛ لإنقاذ العراق من كابوس التسلّط والذلّ والاضطهاد.

إنّ الطاغوت وأولياءه يحاولون أن يُوحوا إلى أبنائنا البررة من السنّة: أنّ المسألة مسألة شيعة وسنّة؛ ليفصلوا السنّة عن معركتهم الحقيقيّة ضدّ العدوّ المشترك.

واُريد أن أقولها لكم يا أبناء علىّ والحسين، وأبناء أبي بكر وعمر: إنّ المعركة ليست بين الشيعة والحكم السنّيّ.

إنّ الحكم السنّيّ الذي مثّله الخلفاء الراشدون، والذي كان يقوم