المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

203

تبدو واضحةً كلّ الوضوح، ومن الضروريّ أن تشكّل إطاراً أساسيّاً ثابتاً لرؤية هذا الشعب لطريقه.

ومن تلك الحقائق الثابتة: أنّ الشعب الإيرانيّ كان يحقّق نجاحه في نضاله بقدر التحامه مع قيادته الروحيّة ومرجعيّته الدينيّة الرشيدة التحاماً كاملاً. واستطاع هكذا أن يحوّل الشعارات التي نادى بها إلى حقيقة. وما من مرّة غفل فيها هذا الشعب المجاهد عن هذه الحقيقة أو استغفل بشأنها إلاّ وواجه الضياع والتآمر، فالمرجعيّة الدينيّة الرشيدة والقيادة الروحيّة هي الحصن الواقي من كثير من ألوان الضياع والانحراف.

ومن تلك الحقائق: أنّ القيادات الروحيّة كانت تقوم بدورها هذا وتنجزه إنجازاً جيّداً، بقدر ما يسودها من التلاحم والتعاضد والوقوف جنباً إلى جنب. وما من مرّة استطاع الشعب الإيرانيّ المسلم أن يحقّق نصراً إلاّ وكان للتلاحم والتعاضد المذكور دور كبير في إمكانيّة تحقيق هذا النصر.

ومن تلك الحقائق أيضاً: أنّ المبارزة الشريفة لكي تضمن وصولها إلى هدفها الإسلاميّ لا بدّ أن تتوفّر في ظلّها نظرة تفصيليّة واعية وشاملة لرسالة الإسلام ومفاهيمها وتشريعاتها في مختلف مجالات الحياة الاجتماعيّة.

وبقدر ما تتوفّر من أساس فكريّ ورصيد عقائديّ للمبارزة ـ هذه النظرة التفصيليّة التي تميّز المعالم الفكريّة للهويّة النضاليّة ـ تكتسب المبارزة القدرة أكثر فأكثر على ممارسة التغيير، وتحقيق