المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

201

وإليك نصّ الرسالتين والبرقيّة:

الرسالة الاُولى: وهي موجّهة إلى الشعب الإيرانيّ قبل الانتصار:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمّد خير خلقه وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين.

وبعد: فإنّنا في النجف الأشرف إذ نعيش مع الشعب الإيرانيّ بكلِّ قلوبنا، ونشاركه آلامه وآماله، نؤمن أنّ تأريخ هذا الشعب العظيم أثبت أنّه كان ولايزال شعباً أبيّاً شجاعاً، وقادراً على التضحية والصمود من أجل القضيّة التي يؤمن بها، ويجد فيها هدفه وكرامته. ونحن إذا لاحظنا مسيرة هذا الشعب النضاليّة خلال الفترة المنظورة من هذا القرن، وجدنا أنّه خاض فيها بكلّ بطولة وإيمان عدداً من المعارك الباسلة في سبيل الحفاظ على كرامته، وتحقيق ما آمن به من طموحات خيّرة، وأهداف عالية، فمن قضيّة (التبغ) التي استطاع فيها هذا الشعب العظيم أن يكسر الطوق الذي أراد حكّامه ومخدوموهم المستعمرون أن يطوّقوا به وجوده، إلى قضايا (المشروطة) التي قاوم فيها الشرفاء الأحرار من أبناء هذا البلد الكريم ألوان التحكّم والاستبداد، في وقت كان العالم الإسلاميّ فيه غارقاً في أشكال مؤلمة من هذا الاستبداد، إلى الممارسات الفعليّة لهذا الشعب المكافح التي قدّم من خلالها حجماً عظيماً من التضحيات، ولايزال يقدّم، وهو يزداد يوماً بعد يوم إيماناً وصموداً وتأكيداً على روحه النضاليّة.