المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

124

والتشابك بين التنظيم الإسلاميّ والجهاز المرجعيّ يربك الاُمور.

وما يدرينا لعلّ الاُستاذ الشهيد(رحمه الله) كان مؤمناً بهذه الفكرة منذ تأسيسه للحزب، وإن أجّل إبرازها إلى الوقت المناسب، فلم يكن هناك تناقض بين المرحلتين من عمله.

وقد أنشأ(رحمه الله) في بيته في ضمن العشرة الأخيرة من سنيّ عمره المبارك مجلساً اُسبوعيّاً كان يضمّ عِيْنَة طلاّبه، وكان يتداول معهم البحث في مختلف الاُمور الاجتماعيّة والقضايا الأساسيّة، وكانت تطرح في هذه الجلسات الكثير من مشاكل المسلمين في شتّى أرجاء العالم، وكان يبرز لمن يحضر هذه الجلسات مدى تبنّي الاُستاذ الشهيد لتلبية حاجات المسلمين في كلّ مكان من البلاد الإسلاميّة وغيرها، وتفكيره الدائب في كلّ ما ينفع الإسلام والمسلمين، وتخطيطه الحكيم للحوزات العلميّة، ولملء الشواغر العلمائيّة في كلّ بلد يوجد فيه تجمّع إسلاميّ، ولإرشاد العاملين ضدّ الكفر والطاغوت في جميع البلدان، ولتنشيط الحيويّة في المسلمين جميعاً وما إلى ذلك، ولست هنا بصدد سرد الأبحاث التي كانت تدار في تلك الجلسات الاُسبوعيّة إلاّ بالمقدار الراجع من تلك الأبحاث إلى ما نحن بصدده من بيان استراتيجيّته(رحمه الله) في العمل السياسيّ، وهي ثلاثة اُمور:

أوّلاً: موقفه من العمل المرحليّ المعروف عن حزب الدعوة الإسلاميّة الذي تبنّاه هو(رحمه الله) عند تأسيس الحزب.

ثانياً: اُطروحته للمرجعيّة الصالحة والمرجعيّة الموضوعيّة.