المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

123

أولاده إلى السيّد الصدر(رحمه الله)، وقال له عن لسان والده: إنّ دعم كلّ الوجودات الإسلاميّة والأعمال الإسلاميّة هو من شأنك، وممّا ينبغي لك أن تقوم به، أمّا أن تُحسب على جهة إسلاميّة معيّنة وحزب خاصّ، فهذا ممّا لاينبغي لمن هو مثلك في المقام العلميّ والاجتماعيّ الشامخ، والذي يجب أن يكون دعامة لكلّ الأعمال الإسلاميّة من دون التأطّر بإطار خاصّ، قال السيّد الشهيد(قدس سره) ساُفكّر وأتأمّل في الأمر.

وفي اليوم الثاني أرسل(رحمه الله) رسالة مفصّلة إلى حزب الدعوة عن طريق الحاجّ محمّد صالح الأديب، وكانت خلاصة ما هو مكتوب في الرسالة بعد التأكيد الشديد على ضرورة استمراريّة عمل حزب الدعوة الإسلاميّة والإشادة الكبيرة بذلك: أنّ آية الله الحكيم طلب منّي أن لاأكون في التنظيم، وأنا أفهم أنّ هذا رأي إلزاميّ له، وعليه فأتوقّف الآن عن الانتماء إلى التنظيم، طالباً منكم الاستمرار بجدّ في هذا العمل، وأنا أدعمكم في عملكم الإسلاميّ المبارك». انتهى ما أخذته من الحاجّ صالح الأديب حفظه الله.

وبعد ذلك مضت الأيّام والليالي إلى أن تصدّى السيّد الشهيد الصدر(رحمه الله)للمرجعيّة بالتدريج من بعد وفاة المرحوم آية الله العظمى الحكيم(قدس سره)، وطرح أخيراً فكرته عن ضرورة الفصل بين جهاز المرجعيّة الصالحة، والتنظيم الحزبيّ؛ بسبب أنّ المرجعيّة الصالحة هي القيادة الحقيقيّة للاُمّة الإسلاميّة، وليس الحزب، وإنّما الحزب يجب عليه أن يكون ذراعاً من أذرع المرجعيّة، ويأتمر بأوامرها،