المولفات

المؤلفات > الشهيد الصدر سموّ الذات وسموّ الموقف

101

وقد كتب أيضاً: «فإنّني اُجيبك عن سؤالك فيما يخصّ من موقف الخال، فإنّ الشيخ الخال كان في الكاظميّة بعيداً عن الأحداث نسبيّاً، ولم يطّلع إلاّ على سطحها الظاهرىّ، وهو ماض في تأييده للأضواء ومساندته لها، وقد طلب... أن يكتب إلى بعض جماعة العلماء؛ لتطييب خاطرهم، وجلب رضاهم عن الأضواء... فكتب إلى... وأخبره بأنّ الأضواء لم تكن تصدر إلاّ بعد مراقبته وإشرافه، وأنّها تُناط الآن... وأخبره بأنّ كاتب (رسالتنا) سوف ينقطع عن الكتابة...»(1).

وأيضاً كتب السيّد الشهيد: «فقد حدّثني شخص في الكاظميّة أنّه اجتمع به في النجف الأشرف، فأخذ يذكر عنّي له سنخ التّهم التي كالها حسين الصافي من دون مناسبة مسوِّغة. وعلى كلّ حال عسى أن يكون له وجه صحّة في عمله إن شاء الله».

وقد كانت لهذه الإثارة دور كبير في تحريك جماعة العلماء بالخصوص ضدّ السيّد الشهيد والمجلّة، بخلاف الاُسلوب الأوّل؛ فإنّ دوره الأساسىّ كان في أوساط المتشدّدين من أهل العلم البعيدين عن التيّار الإسلاميّ وهمومه ومشاكل الاُمّة وانحرافاتها الفكريّة والسياسيّة؛ ولذا كان تأثيره في جماعة العلماء محدوداً... وقد أحسن السيّد الاُستاذ الشهيد الصدر في معالجة الموقف بهدوء؛ إذ تمكّن أن يثبت ـ حينذاك ـ أنّه لاينتمي إلى تنظيم سياسيّ معيّن،


(1) وبالفعل انقطع الاُستاذ الشهيد عن كتابة رسالتنا؛ ولهذا ليس جميع الأعداد لرسالتنا صادراً عن الاُستاذ الشهيد.