المولفات

المؤلفات > فقه العقود ج1

488

والثاني يحكم بانّ طيب النفس كثيراً ما يكون مرتبطاً بوجه من الوجوه بحصول الوصف ولذا لو علم بفقدانه لما أقدم على شراء المتاع مثلاً؟ وليست طريقة الحل ان نفترض تفكيكاً بين الرضا بمعنى طيب النفس وبين الاختيار بمعنى عدم الإكراه والإجبار بان يقال: إنّه قد يحصل الثاني دون الأوّل ويقال إنّ شرط صحّة العقد هو الثاني دون الأوّل.

ومن هنا نتحوّل في حلّ اللغز إلى الوجه الثاني.

2 ـ الرضا يدور مدار الوصول:

الوجه الثاني ـ هو الوجه المختار، وهو انّ الرضا وإن كان في كثير من الموارد مرتبطاً بالوصف المطلوب فلا يرضى إلّا بالعبد الكاتب مثلاً ولكن ارتباطه بواقع الوصف لا بوصوله انّما يعقل بمعنى التحصيص في الكليّ، فهو قد يرضى بالعبد الكاتب ولا يرضى بالعبد غير الكاتب، أمّا سريان الرضا من الحصّة المقيدة بوصف إلى الجزئي فلا يدور مدار واقع الوصف وانّما يدور مدار وصوله ـ ولو ببعض درجات الوصول ـ ولو خطأً وذلك لانّ الرضا والشوق والحبّ والبغض والكراهة ونحو ذلك من الاُمور القلبية يستحيل دورانها مدار واقع وصف ما بغير معنى التحصيص فمن تعتقد كونه صديقاً لك مثلاً تحبّه ولو كان في واقعه من الدّ أعدائك، ومن تعتقد كونه عدوّاً لك مثلاً تبغضه ولو كان في واقعه من أخلص أحبّائك، ومن تراه متصفاً بصفات الإنسانية من الرحمة والإحسان والنبل والشهامة تحبّه ولو كان في الواقع على خلاف تلك المواصفات وكذا العكس، وعليه ففي ما نحن فيه لو اشترى العبد المعيّن خارجاً معتقداً بكونه كاتباً بحيث لم يكن يرضى به لولا كتابته فصحيح انّ رضاه مرتبط بوجه من الوجوه بوصف الكتابة لكن هذا الارتباط ليس إلّا بنحوين: