المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

95

ونذكر فيما يلي عدّة تقارير للدليل العلمي على التوحيد الذاتي:

التقرير الأوّل: إنّ مراجعة كتاب ما بالدقّة تكشف لنا عن أنّ مؤلّفه واحد أو متعدّد، فوحدة الاُسلوب والطريقة والتناغم الكامل بين مطالب الكتاب وإعمال الفهم الواحد والذوق الواحد والمنهج الواحد دليل على وحدة المؤلّف؛ لأنّ الأذواق مختلفة والسلائق متباينة والمباني والأفهام متعدّدة، فكذلك التنسيق والترابط والتناغم الوثيق بين أجزاء عالم الوجود ـ من الأرض والسماء والشمس والقمر والنبات والأنهار والمخلوقات والمجرّات وغير ذلك مما جعل كلّ عالم الوجود وحدة متكاملة متناسقة ـ دليل على وحدة الله تبارك وتعالى، وليس الترابط والتنسيق في أجزاء منظومتنا الشمسيّة فحسب، ولا في مفردات مجرّتنا فحسب، بل في ما بين المجرّات أيضاً، فكلّ هذه الاُمور مجموعة متوحّدة يحكمها نظام الجذب والدفع اللذين جعلا كلّ شيء في محلّه لا يندكّ بعضها ببعض ولا يتناثر بعضها عن بعض.

والنظام الحاكم على المنظومة الشمسيّة هو بعينه النظام الحاكم على كلّ ذرّة، فجزَيئاتها تدور حول نواتها بنفس الجذب والدفع اللذين يجعلان كوكبنا يدور حول الشمس:

دل هر ذرّه را كه بشكافى
آفتابيش در ميان بينى

والتماثل والتناسق الحاكمان على العالم جعل العلماء قادرين على الوصول إلى قوانين عامّة عالميّة باختبار ضئيل مختصر، يجرى على جزء يسير في قطعة صغيرة من العالم، كما كشف نيوتن قانون الجاذبيّة للعالم أجمع بسقوط تفّاحة من شجرة على الأرض.

ولو زاد سمك الهواء أو نقص لاختلّ النظام، ولو قربت الشمس أو بعدت عن