المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

94

بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْض سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُون﴾(1).

4 ـ ﴿قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لاَّبْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً﴾(2).

روى هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبدالله(عليه السلام)، فكان من قول أبي عبدالله(عليه السلام) له: «لا يخلو قولك: إنّهما اثنان من أن يكونا قديمين قويّين أو يكونا ضعيفين، أو يكون أحدهما قويّاً والآخر ضعيفاً، فإن كانا قويّين فلِمَ لا يدفع كلّ واحد منهما صاحبه ويتفرّد بالتدبير؟ وإن زعمت أنّ أحدهما قويّ والآخر ضعيف ثبت أنّه واحد كما نقول للعجز الظاهر في الثاني، وإن قلت: إنّهما اثنان، لم يخل من أن يكونا متّفقين من كلّ جهة أو مفترقين من كلّ جهة، فلمّا رأينا الخلق منتظماً والفلك جارياً واختلاف الليل والنهار والشمس والقمر دلّ صحّة الأمر والتدبير وائتلاف الأمر على أنّ المدبّر واحد»(3).

وورد عن هشام بن الحكم أيضاً بسند صحيح، قال: «قلت لأبي عبدالله(عليه السلام): ما الدليل على أنّ الله واحد؟ قال: اتّصال التدبير وتمام الصنع كما قال عزّ وجلّ: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ »(4).

وقد ورد عن إمامنا أمير المؤمنين(عليه السلام) في وصيّة له لابنه الحسن(عليه السلام): «واعلم يا بنيّ أنّه لو كان لربّك شريك لأتتك رسله ولرأيت آثار ملكه وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته ولكنّه إله واحد كما وصف نفسه لا يضادّه في ملكه أحد»(5).

 


(1) س 23 المؤمنون، الآية: 91.

(2) س 17 الإسراء، الآية: 42 ـ 43.

(3) التوحيد: 243 ـ 244، الباب 36، الحديث 1.

(4) التوحيد: 250، الباب 36، الحديث 2.

(5) نهج البلاغة، الرسالة: 31.