المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

92

 

أدلة التوحيد

 

ندخل فيما يلي في البحث الاستدلالي على التوحيد:

 

الأدلة على التوحيد الذاتي

 

نحن نتعرّض هنا لثلاثة أدلّة: دليل فلسفي، ودليل علمي، ودليل نقلي:

 

الدليل الفلسفي:

مضى في ما سبق الدليل الخامس من أدلّة وجود الله سبحانه وتعالى ـ وهو برهان الصدّيقين ـ وحاصله: أنّنا لا نتصوّر شيئاً بعد افتراض كون الماهيّات أعداماً وحدوداً للوجودات إلّا الوجود المستقل، والوجود التبعي، والعدم، ولا يتصوّر وجود تبعي إلّا تبعاً للوجود الذاتي؛ لأنّ الوجود التبعي عين الربط، والوجود المستقل هو عين الوجود بذاته لا يدخله العدم ويكون واجب الوجود، ومضى أنّ الوجود المستقل والذاتي يطرد لا محالة كلّ حدّ من الحدود؛ لأنّ الحدود إنّما تكون بلحاظ ما يقابل الوجود من العدم.

وهذا كما ترى ينتهي بالضرورة إلى طرد الشريك واستحالة تعدّد واجب الوجود؛ إذ لو تعدّد لشكّل كلّ واحد منهما حدّاً للآخر؛ لأنّ أحدهما يجب أن ينتهي منذ أن يبدأ الآخر، نعم الوجود التبعي ـ وهم المخلوقات ـ لا يشكّل حدّاً لوجود الخالق؛ لأنّ وجود الخالق وجود ذاتي وعيني ومستقل، وهو يختلف سنخاً عن الوجود التبعي، فانتفاء الوجود التبعي المخلوق لايحقّق امتداداً