المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

90

أمّا توحيده في الخلق فلقوله تعالى عن لسانه:﴿خَلَقْتَنِي مِن نَّار وَخَلَقْتَهُ مِن طِين﴾(1)، وأمّا توحيده في الربوبيّة فلقوله تعالى عن لسانه:﴿رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ﴾(2)، وأمّا توحيده في العبادة فلقول أمير المؤمنين(عليه السلام) في وصف إبليس: «قد عبد الله ستّة آلاف سنة لا يدرى أمن سني الدنيا أم من سني الآخرة»(3) .

والرذيلة الخُلُقيّة لدى إبليس التي جرّته إلى مكابرة الله تعالى في اُلوهيته وطاعته كانت عبارة عن الكبر، ولهذا قال أمير المؤمنين(عليه السلام):

«فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس؛ إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد ـ وكان قد عبد الله ستّة آلاف سنة لا يدرى أمن سني الدنيا أم من سني الآخرة ـ عن كبر ساعة واحدة، فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته؟! كلاّ، ما كان الله سبحانه ليُدْخل الجنّة بشراً بإمر أخرج به منها ملكاً، إنّ حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد، وما بين الله وبين أحد من خلقه هَوادة في إباحة حمىً حرّمه على العالمين، فاحذروا عبادَ الله عدوَّ الله أن يُعديكم بدائه، وأن يستفزّكم بندائه، وأن يجلب عليكم بخيله ورَجله، فلعمري لقد فوّق لكم سهم الوعيد، وأغرق إليكم بالنزع الشديد، ورماكم من مكان قريب فقال:﴿رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين﴾(4) قذفاً بغيب بعيد، ورجماً بظنٍّ غير مصيب...»(5).

هذا تمام كلامنا في الإشارة إلى مراتب التوحيد أو أغصانه التي تتضمّنها


(1) س 7 الأعراف، الآية: 12.

(2) س 15 الحجر، الآية: 39.

(3) نهج البلاغة، الخطبة 192.

(4) س 15 الحجر، الآية: 39.

(5) نهج البلاغة، الخطبة 192.