المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

87

رسول الله(صلى الله عليه وآله) ونحن»(1).

وأمّا عدم منافاته لاختيار الإنسان فهو على أساس الفكرة التي طرحها أئمّتنا(عليهم السلام) من مسألة الأمر بين الأمرين.

وأمّا عدم منافاته للتوسّل بالمعصومين والأولياء(عليهم السلام) فلأنّ تأثيرهم لا يكون إلّا بإذن الله سبحانه وتعالى، وليس لهم باستقلالهم شيء. قال الله تعالى:﴿وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي﴾(2).

 

أغصان التوحيد في الأفعال:

ويذكر للتوحيد في الأفعال أغصان كثيرة لعلّ أهمّها ما يلي:

الأوّل: التوحيد في الخلق، قال الله تعالى: ﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِين﴾(3).

الثاني: التوحيد في الربوبيّة، قال الله تعالى:﴿قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ


(1) الكافي 1: 183، باب معرفة الإمام والردّ اليه من كتاب الحجة، الحديث 7.

ولهذا المفهوم من سببيّة الأسباب ـ ضمن أنّها جميعاً بقبضة الله تعالى الذي هو مسبّب الأسباب ـ تأثير كبير في مسار تربية الإنسانية؛ حيث يمنع الإنسان من ناحية عن الترهبن أو ترك الأسباب أو ترك الاستعانة بالوسائل المادّيّة في تحصيل الأغراض والحاجات، ومن ناحية اُخرى من اللهث وراء الأسباب أكثر من القدر المعقول، أو الاضطراب من جرّاء عدم توفّر الأسباب على الرغم من السعي المتوسّط غير المُضني وراءها، أو النقص في التوكّل على الله، أو فقد النفس المطمئنّة بالله سبحانه وتعالى.

(2) س 5 المائدة، الآية: 110.

(3) س 7 الأعراف، الآية: 54.