المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

83

وأمّا بناءً على جعل الآيات التي تذكر التجاء البشر لدى الاضطرار إلى الله سبحانه دليلاً على فطرية الإيمان بالله فكثير منها صريحة في الالتفات إلى مسألة التوحيد والشرك أيضاً كقوله تعالى:

1 ـ ﴿فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُون﴾(1).

2 ـ ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُون﴾(2).

3 ـ ﴿قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُون﴾(3).

4 ـ ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَة فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُون﴾(4).

5 ـ ﴿قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْب ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُون﴾(5).

بل وجميع آيات التجاء البشر لدى الاضطرار إلى الله سبحانه حتّى التي ليس فيها التصريح بالتوحيد ترمز إلى التوحيد؛ لوضوح: أنّ الذي يلجأ إليه البشر لدى الاضطرار ليس إلّا إلهاً واحداً، فيدخل في هذا المضمار مثل


(1) س 29 العنكبوت، الآية: 65.

(2) س 30 الروم، الآية: 33.

(3) س 6 الأنعام، الآية: 40 ـ 41.

(4) س 16 النحل، الآية: 53 ـ 54.

(5) س 6 الأنعام، الآية: 63 ـ 64.