المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

81

شبه كذلك ربّنا، وقول القائل: إنّه عزّ وجلّ أحديّ المعنى، يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم(1) كذلك ربّنا عزّ وجلّ»(2).

 

 

* * *


(1) قيل في تفسيره: أي لا في الخارج كانقسام الإنسان إلى بدن وروح، ولا في عقل كانقسام الماهية إلى أجزائها الحدّية، ولا في وهم كانقسام قطعة خشب إلى النصفين في التصوّر. (راجع كتاب التوحيد: 84 تحت الخط).

وأيضاً قيل: إنّ المقصود بالواحد في باب الأعداد الذي نفاه أمير المؤمنين(عليه السلام) هو كون الشيء واقعاً تحت مفهوم عام وجد منه مصداق واحد، وذلك مثل مفهوم الشمس القابل للانطباق على كثيرين، غير أنّه لا يوجد في عالم الحسّ منه إلّا مصداق واحد مع إمكان وجود مصاديق كثيرة له، فهذا هو المصطلح عليه بالواحد العددي. أمّا الوحدة الحقيقيّة فهي عبارة عن كون الموجود لا ثاني له، بمعنى أنّه لا يقبل الاثنينيّة ولا التكثّر ولا التكرّر، وذلك كصِرف الشيء المجرّد عن كلّ خليط، المطلق عن كلّ قيد، فلا يعقل فرض ثان له؛ لأنّ الثاني بحكم نفي القيد، والخلط يكون كالأوّل فلا يتميز ولا يتشخّص حتّى يكون ثانياً، فالكثرة رهن دخول شيء مغاير في حقيقة الشيء، وهذا هو أوّل معنيي الوحدة التي ثبّتها أمير المؤمنين(عليه السلام)في كلامه.

وأمّا المعنى الثاني للوحدة المثبَّت أيضاً في كلامه(عليه السلام) فهو كونه أحديّ الذات، ويهدف إلى كونه بسيطاً لا جزء له في الخارج ولا في الذهن في عقل ولا وهم. (راجع الإلهيّات 1: 356 ـ 358).

(2) التوحيد: 83 ـ 84.