المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

80

آنچه پيش تو غير از او ره نيست
غايت فهم تو است الله نيست

ولدى عدم الإيمان بوجود كامل مطلق لا سبيل لارتقاء البشرية مراقي الكمال.

وعند عدم الإيمان بوجود إله واحد لا سبيل للنظر الوحداني إلى عالم الوجود كعِقد واحد تنتظم فيه كل المجوهرات ويرتبط بعضها ببعض، وبالتالي لا سبيل إلى الرؤية الفلسفية الصحيحة للعالم، ولا إلى تشخيص موقفنا ووظيفتنا بشكلهما المعقول.

ولقد ثبّت إمامنا أمير المؤمنين(عليه السلام) في رواية رواها الصدوق(قدس سره) في كتاب التوحيد أنّ محاربته لأعدائه إنّما كانت في الحقيقة لأجل التوحيد، فقد روى(رحمه الله): «أنّ أعرابياً قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين(عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، أتقول: إنّ الله واحد؟ قال: فحمل الناس عليه، قالوا: يا أعرابيّ، أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسّم القلب؟! فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): دعوه فإنّ الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثُمّ قال: يا أعرابي، إنّ القول في أنّ الله واحد على أربعة أقسام: فوجهان منها لا يجوزان على الله عزّ وجلّ، ووجهان يثبتان فيه.

فأمّا اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد، يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز؛ لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد، أماترى أنّه كفر من قال: ثالث ثلاثة؟ وقول القائل: هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز عليه؛ لأنّه تشبيه وجلّ ربّنا عن ذلك وتعالى.

وأمّا الوجهان اللذان يثبُتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء