المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

79

 

 

 

 

 

التمهيد

 

﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء﴾.

كرّرت هذه الآية الشريفة في القرآن مرّتين في سورة النساء مرّة في الآية (48) وذيّلت بقوله تعالى:﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً﴾، ومرّة اُخرى في الآية (116) وذيّلت بقوله تعالى:﴿وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾.

والآيتان تعنيان أنّ الشرك أعظم ذنب يمكن أن يصدر من البشر، وهذا يعني أنّ الشرك لا يقلّ عن أصل إنكار الله تبارك وتعالى، فمن يؤمن بالله ويشرك به غيره يكون على حدّ من لا يؤمن نهائياً بالله تعالى.

وقد يكون السبب في ذلك أنّ افتراض قبول الله تعالى للشريك يعني أنّ له حدّاً؛ لأنّ ما لا حدّ له لا يتصوّر له شريك، وإذا أصبح محدوداً لم يصبح كاملاً، فلا تثبت له صفات الجلال ولا صفات الجمال، وهذا يعني في الحقيقة عدم الإيمان بالله، فإنّ «كلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم»(1).


(1) البحار 69: 293.