المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

59

وتوزيع الموادّ الغذائية الصالحة توزيعاً عادلاً على بلايين الخلايا الحيّة التي يأتلف منها جسم الإنسان، إذ تتلقّى كلّ خليّة مقدار حاجتها، فيتحول إلى عظام وشعر وأسنان وأظافر وأعصاب طبق خطّة مرسومة للوظائف المفروضة عليها في نظام لم تعرف الإنسانية أدقّ منه وأروع»(1).

 

الرابع ـ الخليّة:

قد كشف العلم الحديث النقاب عن الخليّة، وعن تكوّن جسم الإنسان في المعدّل المتوسّط من عشرة ملايين مليار خليّة حيّة.

وأوّل من كشف الخليّة هو عالم يسمّى هوك في القرن السابع عشر الميلادي، ولم يكن يعرف وقتئذ أنّ الخليّة التي اكتشفها تحتوي الواحدة منها على نظام ملتو معقّد محيّر للعقول، والعلماء الذين جاءوا بعده وحذوا حذوه في كشف أسرار الجسم عرفوا أنّ كلّ خليّة لا ترى بغير المجهر ممكن تشبيهها ببلد يحتوي على آلاف المعامل والتأسيسات لتبديل الموادّ الغذائية إلى الموادّ التي يحتاجها الجسم، ولا يمكن أن يقاس أعظم وأحدث المصانع البشرية بهذا المصنع.

وهذا البلد الصغير حجماً، العظيم نظماً ـ الخليّة ـ مؤلّف من ثلاثة أقسام:

الأوّل: القشر وهو بمنزلة جدار البلد.

الثاني: مادّة بيضاء داخل الخليّة.

الثالث: نواتها التي تنظّم كلّ أوضاع الخليّة.

وقشر الخليّة يبلغ من الدقّة والرقّة ما لو ضوعف حجمه خمس مئة ألف مرّة


(1) فلسفتنا: 342.