المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

57

والحياة النباتيّة، فالمادّة التي يتكوّن منها الإنسان مثلاً بالرغم من اشتمالها على خليّة حيّة وبالرغم من اشتمال الجنين قبل ولوج الروح على الروح النباتية، تعتبر بالقياس إلى الروح الإنسانية أو الحيوانية ميّتة إلى أن ينشئه الله تعالى خلقاً آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين.

الوجه الثاني: أن يقال: إنّ أوّل ما انفصلت الكرة الأرضية عن الشمس لم تكن تشتمل على كائن حيّ يقيناً؛ لأنّ درجة الحرارة التي كانت فيها لم تكن تسمح بذلك، فالله سبحانه وعلا هو الذي نفخ الروح أوّل مرّة في مادّة غير حيّة، وافتراض أنّ الحياة انتقلت من كرة اُخرى إلى هذه الكرة لا يحلّ من المشكل شيئاً؛ لأنّنا ننقل الكلام إلى تلك الكرة بلحاظ زمان انفصالها عن الشمس(1).

الوجه الثالث: إنّ الخليّة الاُولى لأيّ إنسان أو حيوان وإن كانت ذات حياة منذ أوّل وجودها، ولكن هذه الخليّة تنمو عن طريق التغذية من الموادّ، وهذه العملية تؤدّي إلى تحوّل الموادّ التي اتّحدت مع تلك الخليّة إلى كائن حىّ مشتمل على ملايين خلايا حيّة(2).

 

الثاني ـ جهاز الإبصار:

يشبّه جهاز الإبصار في الإنسان عادة بجهاز التصوير المادّي الصناعي، في حين أنّ جهاز التصوير في العالم لو قيس بجهاز الإبصار كان بمنزلة أداة لعب من ألعاب الأطفال في مقابل جهاز حقيقي. وجهاز التصوير يشتمل على عدسة ثابتة لابدّ لتصوير الظواهر المختلفة من تحريكها من قبل المصوّر بدقّة كاملة في إتقان هذا التحريك وتطبيقه على حالة تلك الظواهر، ولكن عدسة العين الواقعة


(1) پيام قرآن 2: 100 ـ 101.

(2) المصدر السابق.