المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

51

في العالم، ويبقى جزء محدود من الاُوكسجين طليقاً يساهم في تكوين الهواء، وهذا الجزء يحقّق شرطاً ضرورياً من شروط الحياة عن طريق التنفّس(1).

4 ـ هناك تبادل طريف بين الحيوانات بما فيها الإنسان من ناحية، والنباتات من ناحية اُخرى في مساعدة كلّ منهما على حياة الآخر، فلولا الأوّل لانعدم الثاني ولولا الثاني لانعدم الأوّل. وتوضيح ذلك: أنّ النباتات بحاجة إلى التنفّس بثاني اُوكسيد الكربون، والحيوانات بحاجة إلى التنفّس بالاُوكسجين، والحيوان عموماً حينما يتنفّس الهواء ويستنشق الاُوكسجين يتلقّاه الدم ويوزّع في جميع أرجاء الجسم، ويباشر هذا الاُوكسجين في حرق الطعام، وبهذا يتولّد ثاني اُوكسيد الكربون الذي يتسلّل إلى الرئتين ثُمّ يلفظه الإنسان أو الحيوان، وبهذا ينتج الإنسان وغيره من الحيوانات هذا الغاز باستمرار والذي يكون شرطاً ضرورياً لحياة كلّ نبات. والنبات بدوره حين يستمدّ ثاني اُوكسيد كربون يحلّله إلى كربون واُوكسجين، ويحتفظ النبات بالكربون ليصنع منه ومن غيره من الموادّ الفواكه والأثمار والأزهار، ويلفظ الاُوكسجين ليعود نقيّاً صالحاً لاستنشاق الإنسان والحيوان من جديد، ولولا الحيوان بمعناه العامّ لنفدت المواد الكربونية باستنشاق النباتات، ولولا النبات لنفد الاُوكسجين باستنشاق الحيوانات، ومعنى ذلك انقراض كلا النسلين في وقت سريع. فسبحان من راعى هذه الموازنة واحتفظ بها(2).

5 ـ لو كانت الأرض أكثر سمكاً ممّا هي الآن لامتصّت الاُوكسجين وثاني


(1) الإلهيّات: 52، والفتاوى الواضحة: 36.

(2) الفتاوى الواضحة: 36 ـ 37، والإلهيّات: 44، ومنشور جاويد 2: 119.