المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

50

الكرة الأرضية من التعرّض لخطر النيازك التي تنفصل يومياً من الكواكب وتتناثر في الفضاء منذ ما يقرب من عشرين مليوناً من السنين، ولولا هذا الغلاف لسقطت على كلّ بقعة من الأرض ملايين النيازك المحرقة». هذا هو التعبير الوارد في الإلهيات(1) للشيخ السبحاني حفظه الله، وجاء ما يقرب منه في الفتاوى الواضحة لاُستاذنا الشهيد(قدس سره) وهو مايلي:

«نلاحظ أنّ الهواء كمّيّة محدودة في الأرض قد لا يزيد على جزء من مليون من كتلة الكرة الأرضية، وهذه الكميّة بالضبط تتوافق مع تيسير الحياة للإنسان على الأرض، فلو زادت نسبة الهواء على ذلك أو قلّت لتعذّرت الحياة أو تعسّرت؛ فإنّ زيادتها تعني ازدياد ضغط الهواء على الإنسان الذي قد يصل إلى ما لا يطاق، وقلّتها تعني فسح المجال للشهب التي تتراءى في كلّ يوم لإهلاك من على الأرض واختراقها بسهولة»(2).

3 ـ إنّ الهواء الذي نستنشقه مزيج من غازات شتّى منها: النيتروجين 78%، والاُوكسجين 21%، فلو تغيّر المقدار وصارت نسبة الاُوكسجين في الهواء 50% لتبدّلت جميع الموادّ القابلة للاشتعال إلى موادّ محرقة، ولبلغ الأمر إلى درجة لو أصابت شرارةٌ غابةً لاحترقت جميع ما فيها دون أن تترك غصناً يابساً، ولو تضاءلت نسبة الاُوكسجين في الهواء لتعذّرت الحياة أو صعبت ولما توفّرت النار بالدرجة الكافية لتيسير مهمّاتها، ولولا أنّ الأرض تحتجز قسماً كبيراً من الاُوكسجين على شكل مركبات لكانت نسبة الاُوكسجين في الهواء أكثر بكثير مما هو الآن، ولكن قشرة الأرض والمحيطات تحتجز ـ على شكل مركبات ـ الجزء الأعظم من الاُوكسجين حتّى إنّه يكوّن ثمانية من عشرة من جميع المياه


(1) الإلهيّات 1: 52.

(2) الفتاوى الواضحة: 37 ـ 38.