المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

45

 

المنهج العلمي لإثبات اللّه تعالى ( برهان النظم )

 

المنهج العلمي لإثبات الصانع هو منهج حساب الاحتمالات وتجميع قرائن الحكمة ودلائل القصد أو قل: برهان النظم، ولعلّه أكثر الأدلّة بروزاً في القرآن الكريم وفي الروايات، وتوحيد المفضّل المعروف رواية واسعة وشاملة لكثير من دلائل القصد وآيات الحكمة وقرائن الشعور.

 

مميّزات المنهج العلمي

 

يمتاز هذا البرهان عن البراهين الفلسفية بعدّة مميّزات:

الاُولى: إنّ البراهين الفلسفية تملأ العقل، وهذا البرهان يملأ الوجدان والعقل.

الثانية: إنّ البراهين الفلسفية قد تبتعد عن فهم الناس الاعتياديين وتختصّ بأصحاب التفكير الدقيق، في حين أنّ هذا البرهان لايختلف فيه الساذج البسيط عن المفكّر العبقريّ.

الثالثة: إنّ البراهين الفلسفية ربّما لا تخلو من جفاف الابتعاد عن مخاطبة العواطف، في حين أنّ هذا البرهان يمتلك الطرواة والنداوة والتجاوب مع العواطف والأحاسيس.

الرابعة: إنّ هذا البرهان في نموّ مستمرّ؛ لأنّ دلائل القصد تكتشف في كلّ يوم بأكثر ممّا كانت مكتشفة من ذي قبل؛ وذلك ببركة تقدّم العلم والتجارب: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا