المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

44

مادّة بمحدوديتها يبطل عندنا كونها واجبة الوجود.

ومن المحتمل أن يكون هذا الوجه الخامس هو المقصود بما عن إمامنا زين العابدين(عليه السلام): «بِكَ عَرَفْتُكَ وَأنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ وَدَعَوْتَنِي إلَيْكَ وَلَوْلاَ أنْتَ لَمْ أَدْرِ مَا أَنْت»(1).

ومن المحتمل أيضاً كون هذا مقصوداً بما عن إمامنا الحسين(عليه السلام) مما مضى احتمال تطبيقه على العلم الحضوري بالله سبحانه وتعالى وهو قوله(عليه السلام): «كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِمَا هُوَ فِي وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إلَيْكَ، أيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ، مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتَاجَ إلى دَلِيل يَدُلُّ عَلَيْكَ، وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْثارُ هِيَ الَّتِي تُوْصِلُ إلَيْك»(2)؟

وأيضاً يحتمل أن يكون مشيراً إلى هذا البرهان ما ورد عن الفضل بن سكن عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: «قال أمير المؤمنين(عليه السلام): اعرفوا الله بالله، والرسول بالرسالة، واُولي الأمر بالأمر بالمعروف والعدل والإحسان»(3).

وكذلك ماورد عن ابن حازم قال: «قلت لأبي عبدالله(عليه السلام): إنّي ناظرت قوماً فقلت لهم: إنّ الله جلّ جلاله أجلّ وأعزّ وأكرم من أن يعرف بخلقه بل العباد يعرفون بالله، فقال: رحمك الله»(4).

 

* * *

 


(1) دعاء أبي حمزة الثمالي.

(2) دعاء الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم عرفة.

(3) الكافي 1: 85، باب أنّه لا يعرف إلّا به من كتاب التوحيد، الحديث 1.

(4) الكافي 1: 86، باب أنّه لا يعرف إلّا به من كتاب التوحيد، الحديث 3.