المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

36

من ملايين الذرّات، والذرّة: هي الجزء الصغير الذي يفقد بانقسامه خصائص عنصره البسيط، وكلّ ذرّة تحتوي على نواة مركزية وعلى الألكترونات التي تدور حول النواة، والالكترون: هو وحدة الشحنة السالبة(1)، وقد أصبح تبدّل العناصر بعضها إلى بعض ـ بل وتبدّل المادّة إلى الطاقة وبالعكس تلقائياً تارة وبالطرق العلمية اُخرى ـ من واضحات العلم الحديث.

وقد جعل المولى صدرالدين الشيرازي(رحمه الله) الحركة الظاهرية دليلاً على الحركة الجوهريّة على أساس أنّ كلّ ما بالعرض ينتهي إلى ما بالذات(2)، إذن فالعالم كلّه حركة في ذاته وليست الحركة إلّا حدوثاً وزوالاً باستمرار، ولا يعني هذا سكونات مترادفة أو وجودات متتالية يستقلّ بعضها عن بعض، بل يعني وجوداً واحداً يتحرّك من القوّة إلى الفعل دائماً.

2 ـ العالم متغيّر وكل تغيّر حادث:

لئن لم نقبل بالحركة الجوهريّة فالتغيّر السطحي الظاهري واضح كما أشرنا إليه في تقريب الحركة الجوهريّة، وعندئذ نقول: إنّ التغيّر سواء فرض جوهريّاً ـ كما هو مبنى القائلين بالحركة الجوهريّة ـ أو سطحياً ـ كما هو مبنى المنكرين لها ـ يكون حركة عارضة على المادّة، والتغير خروج تدريجي من القوة إلى الفعل، فلو كان قد مضى على العالم أو قل على المادّة وقت لا أمد له لكان المفروض انتهاء كل ما بالقوّة إلى الفعل، ووصول المادّة أو العالم إلى الفعل الكامل منذ أمد طويل، وهذا يعني انتهاء التغيّر والحركة والوصول إلى السكون المطلق.

 


(1) راجع فلسفتنا: 318.

(2) راجع پيام قرآن 3: 36 ـ 37.