المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

354

3 ـ قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُون﴾(1).

يحتمل أن يكون المقصود بالحفظ حفظ الأعمال، ويحتمل أن يكون المقصود الحفظ من الآفات كما يفهم من قوله تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّه﴾(2)، وعلى الاحتمال الثاني فنفس الملائكة الحفظة للإنسان من الآفات والعثرات هم الكاتبون أيضا للأعمال.

وفي الحديث عن إسحاق بن عمّار قال: «قلت لأبي عبدالله(عليه السلام): أخبرني بأفضل المواقيت في صلاة الفجر. فقال: مع طلوع الفجر، إنّ الله تعالى يقول: ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً﴾(3) يعني صلاة الفجر تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار، فإذا صلّى العبد الصبح مع طلوع الفجر اُثبتت له مرّتين، أثبتها ملائكة الليل وملائكة النهار»(4)، وهذا يعني أنّ ملائكة الليل وملائكة النهار تتعاقبان في وقت الفجر، وكلّ منهما تثبّت ما ترى، وبالتالي تثبّت صلاة الصبح التي تؤدّى في أوّل وقتها مرّتين. وفي حديث آخر عن الإمام الصادق(عليه السلام): «إنّ ملائكة الليل تصعد وملائكة النهار تنزل عند طلوع الفجر، فأنا اُحبّ أن تشهد ملائكة الليل وملائكة النهار صلاتي»(5).

4 ـ قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَق حِسَابِيهْ * فَهُوَ فِي عِيشَة رَّاضِيَة * فِي جَنَّة عَالِيَة * قُطُوفُهَا


(1) س 82 الانفطار، الآية: 10 ـ 12.

(2) س 13 الرعد، الآية: 11.

(3) س 17 الإسراء، الآية: 78.

(4) البحار 5: 321، الباب 17 من أبواب العدل، الحديث 2، وانظر الوسائل 4: 212، الباب 28 من أبواب المواقيت، الحديث 1.

(5) اُنظر وسائل الشيعة 4: 213 ـ 214، الباب 28 من أبواب المواقيت، الحديث 3.