المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

353

يراقب الإنسان وأعماله، وكلّ واحد منهما جاهز للتسجيل والتثبيت.

وروي عن جابر عن الباقر(عليه السلام) قال: «سألته عن موضع الملكين من الإنسان قال: ها هنا واحد وها هنا واحد. يعني عند شدقيه»(1).

وعن إمامنا أمير المؤمنين(عليه السلام): «اعلموا عباد الله أنّ عليكم رصداً من أنفسكم وعيوناً من جوارحكم وحفّاظ صدق يحفظون أعمالكم وعدد أنفاسكم، لا تستركم منهم ظلمة ليل داج، ولا يكنّكم منهم باب ذو رتاج»(2).

وورد في الحديث: «إنّ صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال، فإذا عمل حسنة كتبها له صاحب اليمين بعشر أمثالها، وإذا عمل سيّئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين: أمسك. فيمسك عنه سبع ساعات، فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيء، وإن لم يستغفر الله كتبت له سيّئة واحدة»(3).

وفي دعاء كميل: «فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها: أَنْ تَهَبَ لي فِي هذِهِ اللَيْلَةِ وَفي هَذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرْم أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْب أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيْح أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْل عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَة أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقيب عَلَيَّ مِن وَرآئِهِمْ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَه».

 


(1) البحار 5: 322، الباب 17 من أبواب العدل، الحديث 4. والشدق: زاوية الفم من باطن الخدّين.

(2) نهج البلاغة، الخطبة 157.

(3) البحار 5: 321، الباب 17 من أبواب العدل.