المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

35

ترى أنّ المعقول في الذهن حسب تصوّراتهم(1) ليس إلّا الماهية، وأنّ التساؤل عن نسبة الوجوب والإمكان للوجود بالقياس إلى الماهية لا معنى له لو فرضت الماهية حدّاً للوجود.

 

البرهان الثاني ـ برهان الحدوث

وهذا البرهان أيضاً مؤلّف من ثلاث مقدّمات:

الاُولى: الحدوث.

الثانية: احتياج الحادث إلى علّة.

الثالثة: ضرورة الانتهاء في سلسلة العلل إلى القديم؛ وذلك لاستحالة الدور والتسلسل.

أمّا المقدّمة الاُولى: وهي حدوث العالم، فلإثبات حدوثه طرق عديدة منها مايلى:

1 ـ الحركة الجوهريّة:

لا إشكال في كون العالم مليئاً بالحركة الظاهرية، والحركة: هي الخروج من القوّة إلى الفعل تدريجاً، أو قل: هي الزوال والحدوث المستمرّ، وهذه الحالة حسّيّة لنا في البشر في نموّه وبلوغ أشدّه ثُمّ انتكاسه، وكذلك في الحيوانات، والأشجار، وكذلك التغيّرات الاُخرى: من الحرّ والبرد والليل والنهار وحركة السيّارات وما إلى ذلك.

والمادّة عموماً ـ وفقاً لاكتشاف العلم الحديث ـ يتألّف كلّ مليمتر واحد منها


(1) إشارة إلى وجود تصوّر آخر وهو أنّ المعقول في الذهن يكون صورة عمّا هو خارج الذهن، لا ماهية مشتركة بين الوجود الذهني والوجود الخارجي.