المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

349

المادّة، أو بمعنى شخصية واحدة ذات مرتبتين، أو بمعنى أنّ الجسم جُعل في خدمة النفس، لا إشكال في أنّ النفس تصل إلى نبذة مهمّة من اللذائذ أو الآلام عن طريق البدن، فلكي يكتمل الثواب والعقاب في يوم القيامة لابدّ من إرجاع هذا الائتلاف الذي كان محفوظاً بينهما في الدنيا في يوم القيامة(1).

إلّا أننا لا نعير أهميّة لهذا البيان إلّا بمقدار افتراضه اعتباراً عقلياً ولا يصل إلى مستوى البرهان.

والمهم عندنا في إثبات المعاد الجسماني هو تصريح القرآن الكريم به بشكل لا يقبل الشكّ أبداً، وذلك في آيات كثيرة منتشرة في القرآن، من قبيل قوله تعالى:

1 ـ ﴿وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّة وَهُوَ بِكُلِّ خَلْق عَلِيم﴾(2).

2 ـ ﴿أَيَحْسَبُ الاِْنسَانُ أَن لَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَه﴾(3).

ومن الطريف الإشارة الموجودة في هذه الآية إلى قدرة الله على إعادة ما هو من أطرف شيء في جسم الإنسان، ألا وهي خطوط البنان التي لا يشبه فيها إنسان إنساناً آخر على الإطلاق.

3 ـ ﴿وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُور﴾(4).

4 ـ ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الاَْجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُون﴾(5).

 


(1) راجع پيام قرآن 5: 334 ـ 335.

(2) س 36 يس، الآية: 78 ـ 79.

(3) س 75 القيامة، الآية: 3 ـ 4.

(4) س 22 الحج، الآية: 7.

(5) س 36 يس، الآية: 51.