المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

345

إلى بدن كامل للآكل وبدن كامل للمأكول، والأدلّة اللفظية لم تدلّنا على أكثر من ذلك، بل بالإمكان تصوير ذلك حتّى لو فرضت وحدة بدنهما بأن يصبح تمام بدن الآكل هو تمام بدن المأكول، على أنّ هذا الفرض مجرّد وهم وخيال.

 

2 ـ شبهة لزوم رجوع ما بالفعل إلى القوّة:

إنّ شبهة لزوم رجوع ما بالفعل إلى القوّة من المعاد الجسماني قائمة على أساس تصوّر أنّ الموت كمال للإنسان باعتبار تحوّله بذلك من مرحلة شوب المادّة إلى مرحلة التجرّد البحت، وأنّ خلق الله سبحانه وتعالى إيجاد لما يتحرّك بالحركة الجوهرية من النقص إلى الكمال، فما معنى رجوع الكامل مرّة اُخرى إلى النقص؟! وهل يعقل رجوع ما تكامل بخروج القوّة إلى الفعل إلى القوّة مرّة اُخرى؟!

ولعلّ هذه الشبهة أقوى فلسفيّاً من الشبهة الاُولى.

إلّا أنّ هذه الشبهة أيضاً لا محلّ لها؛ فإنّ الموت لو كان عبارة عن تحوّل البدن إلى مستوى التجرّد، وكان التجرّد الكامل للإنسان بالموت بمعنى أنّ الإنسان أصبح بكلّ مراتبه مجرّداً بعد أن كان مزيجاً من مرتبة المادّة ومرتبة الروح أو النفس، لكان لهذه الشبهة مجال، ولكن هذا باطل بدليلين:

الأوّل: إحساسنا بأنّ البدن لم يتحوّل بحركة جوهرية إلى الروح أو النفس، وإنّما انفصل عن الروح أو النفس وأصبح فاسداً.

الثاني: ما مضى سابقاً من بعض البراهين على تجرّد الأنا وبها تثبت أيضاً بساطته، ولهذا نرى أنّ الأنا لا ينقسم إلى قسمين أو عدّة أقسام بمجرّد تقطيع البدن إلى قطعتين أو عدّة قطعات، فالبدن إذن ليس جزءاً من الأنا أو مرتبةً منه وإنّما هو أمانة من قبل الله تعالى بيد الأنا كي يكون في خدمته، والموت عبارة