المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

344

 

2 ـ نفخة الصـور الثانية والمعاد الجسماني

 

المرحلة الثانية لمراحل عالم الآخرة أو يوم القيامة هي نفخ الصور الثانية: ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾(1)، وبها يتمّ أمران: أحدهما: إنهاء السبات للنفس واستعدادها للثواب والعقاب، وثانيهما: إعادة البدن أيضاً، ويسمّى هذا بالمعاد الجسماني، والبحث الفلسفي المرتبط بهذه المرحلة بحثان:

أحدهما: إثبات بقاء النفس أو الروح. وهذا ما مرّ في ضمن الأبحاث السابقة، ولا حاجة إلى الإعادة.

ثانيهما: إبطال استبعاد المعاد الجسماني والذي هو صريح القرآن.

والواقع أنّ الاستبعاد الذي قد يؤدّي إلى إنكار المعاد الجسماني في أقوى وجوهه أحد أمرين:

 

1 ـ شبهة الآكل والمأكول:

إنّ شبهة الآكل والمأكول مبنيّة على تخيّل اشتراط رجوع كلّ من الآكل والمأكول بكامل بدنه، في حين أنّ النسبة بين بدن الآكل وبدن المأكول تكون عادة عموماً من وجه.

ولكن لا مبرّر لاشتراط رجوع كلّ منهما بكامل بدنه السابق ولا دليل على ذلك، فبإمكانه سبحانه وتعالى إرجاع قسم من موادّ البدن وتنميتها أو صياغتها


(1) س 39 الزمر، الآية: 68 ـ 69.