المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

287

اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». ومن الطريف ما ورد في إحداهما: أنّه سُئل زيد بن أرقم من بعد ما روى الرواية: (من أهل بيته نساؤه؟!) قال: «لا اَيم الله، إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثمّ يطلّقها فترجع إلى أبيها وقومها، وأهل بيته(صلى الله عليه وآله) أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده».

وتؤيّد هذه الروايات روايات: «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح: من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق» وهي أيضاً مستفيضة(1).

وطريقة الاستدلال بهذه الروايات هي عين طريقة الاستدلال بآيات القربى المشار إليها، أي أنّنا نقول: إنّ مقتضى الجمع بين روايات حصر السبيل إلى الله في أهل البيت وروايات أنّ الأئمّة اثناعشر هو: أنّ أئمّة الحقّ متّصفون بكونهم من أهل البيت(عليهم السلام)، وأنّ عددهم اثناعشر، ولا يوجد اثناعشر موصوفون بكونهم من أهل البيت إلّا من قالت الشيعة بإمامتهم.

وبهذا العرض اتّضح أنّ روايات حصر الأئمّة في اثني عشر بمجموعها الواردة لدى الشيعة والسنّة فوق حدّ الإحصاء والتواتر.

 

الروايات التي قد توهم أنّ الأئمّة ثلاثة عشر ومناقشتها:

توجد في مقابل ما عرفناه من روايات الحصر في اثني عشر ـ التي هي فوق حد الإحصاء ـ أخبار آحاد نادرة قد تُوهم أنّ الأئمّة ثلاثة عشر، وهي خمس روايات واردة في الكافي(2)، نذكرها مع الردّ عليها:

 


(1) راجع بهذا الصدد البحار 23: 119 ـ 125، وينابيع المودّة 1: 93 ـ 95.

(2) الكافي 1: 531 ـ 534، الباب 126 من كتاب الحجّة الحديث 7 و 8 و 9 و 17 و 18، وكُرّر الحديث السابع بشيء من الفرق في السند تحت رقم 14.