المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

267

اُخرى لا يشوب معها شكّ ولو بمقدار واحد في المئة في أنّ النظر إنّما هو إلى الظالم حتّى بعد زوال ظلمه؛ إذ لو خصّصنا الآية بالظالم في حين ظلمه لزم افتراض أنّ إبراهيم(عليه السلام) ـ وهو سيّد الأنبياء بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ كان غبيّاً لا سمح الله إلى حدّ أن يتوقّع من الله تعالى إعطاءه العهد حتّى للظالم في حالة ظلمه فيجعله إماماً حين يظلم، وهذا غير محتمل.

وقد قال العلاّمة الطباطبائي(رحمه الله) في تفسير الميزان: «وقد سئل بعض أساتيذنا ـ رحمة الله عليه ـ عن تقريب دلالة الآية على عصمة الإمام، فأجاب: إنّ الناس بحسب القسمة العقليّة على أربعة أقسام: من كان ظالماً في جميع عمره، ومن لم يكن ظالماً في جميع عمره، ومن هو ظالم في أوّل عمره دون آخره، ومن هو بالعكس.

وإبراهيم(عليه السلام) أجلّ شأناً من أن يسأل الإمامة للقسم الأوّل والرابع من ذرّيّته، فبقي قسمان، وقد نفى الله أحدهما وهو الذي يكون ظالماً في أوّل عمره دون آخره، فبقي الآخر وهو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره)(1).

 

آية: الولاية

 

يمكن الاستدلال على حصر الولاية في أميرالمؤمنين علي(عليه السلام)دون السابقين عليه بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون﴾(2).

ووجه الاستدلال بهذه الآية المباركة أنّ الآية بالرغم من أنّها لا تقصر عن


(1) تفسير الميزان 1: 274.

(2) س 5 المائدة، الآية: 55.