المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

265

أقول: لا أدري كيف عرف رشيد رضا أنّ المقصود بالأبطح في هذه القصّة ـ والتي لم يرد إلّا في بعض نقولها وليس في جميع النقول ـ هو وادي الأبطح الذي كان بمكّة، في حين أنّ الأبطح والبطحاء اسم لكلّ مَسيل رمليّ، والمناطق المسمّاة بهذا الاسم كثيرة، كما استشهد لذلك سماحة آية الله الشيخ ناصر مكارم في پيام قرآن(1) بقول الشاعر في مراثي أهل البيت(عليهم السلام):

ملكنا فكان العفو منّا سجيّة
فلمّا ملكتم سال بالدّمّ أبطح
 

مع أنّنا نعلم أنّه لم تسل دماء أهل البيت(عليهم السلام) في وادي الأبطح في مكّة، بل سالت في العراق: كربلاء والكوفة.

واستشهد أيضاً بقول الشاعر في رثاء الحسين(عليه السلام):

وتئنّ نفسي للربوع وقد غدا
بيت النبيّ مقطّع الأطناب
بيت لآل المصطفى في كربلا
ضربوه بين أباطح ورواب
 

وعلى أيّة حال انتهينا إلى أنّ الآيتين المباركتين الراجعتين إلى غدير خم تدل بأنفسهما ـ وبغضّ النظر عن تواتر حديث الغدير ـ على بطلان خلافة الخلفاء الثلاثة، وانحصار الحقّ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) في عليّ(عليه السلام).

 

آية: ﴿ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين ﴾

 

يمكن التمسّك بقوله تعالى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين﴾(2) لإثبات عدم صلاحيّة الخلفاء الثلاثة الأوائل للإمامة.

 


(1) پيام قرآن 9: 197.

(2) س 2 البقرة، الآية: 124.