المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

263

وقال ـ: ثمّ لم ترض بهذا حتّى مددت بضبعي ابن عمّك وفضّلته علينا، وقلت: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» فهذا منك أم من الله؟ فقال(صلى الله عليه وآله): «والله الذي لا إله إلّا هو، هو أمر الله» فولّى الحارث يريد راحلته وهو يقول: اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتّى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره، وأنزل الله تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِـع * للكَافِرينَ ...﴾(1).

وهذه الرواية موضوعة، وسورة المعارج هذه مكّية، وما حكاه الله من قول بعض كفّار قريش: اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك، كان تذكيراً بقول قالوه قبل الهجرة، وهذا التذكير في سورة الأنفال وقد نزلت بعد غزوة بدر قبل نزول المائدة ببضع سنين، وظاهر الرواية أنّ الحارث بن النعمان هذا كان مسلماً فارتدّ، ولم يعرف في الصحابة، والأبطح بمكّة، والنبيّ(صلى الله عليه وسلم) لم يرجع من غدير خم إلى مكّة، بل نزل في منصرفه من حجّة الوداع إلى المدينة)(2).

والآن اُعلّق على بعض المقاطع من كلامه كما يلي:

1 ـ قوله في ذيل التفسير الذي قال: نزلت في أوائل الإسلام: (وكأنّها على هذا القول وضعت في آخر سورة مدنيّة؛ للتذكير بأوّل العهد بالدعوة في آخر العهد بها).

أقول: لو كان المفروض أنّ الآية نزلت في أواخر حياة النبيّ(صلى الله عليه وآله) بالمدينة لعلّه كان يصح أن يقال: إنّها تذكير في آخر العهد بأوّل العهد، ولكنّي لا أدري ما معنى جعل آية مكّية في سورة مدنيّة للتذكير بأوّل العهد؟ وهل النبيّ(صلى الله عليه وآله) هو الذي جعل الآية المكّية في سورة مدنيّة ليذكّر نفسه بعهد مكّة، أم جعلها في


(1) س 70 المعارج، الآية: 1 ـ 2.

(2) تفسير المنار 6: 463 ـ 464.