المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

262

والمراجعات وپيام قرآن المجلّد التاسع وغيرها.

ولا بأس هنا بنقل مقطع من كلام رشيد رضا المفسّر السنّي المعروف في تفسير المنار حيث قال في ذيل آية التبليغ:

(وقد اختلف مفسّرو السلف في وقت نزول هذه الآية، فروى ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس، وأبو الشيخ عن الحسن، وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن مجاهد: ما يدل على أنّها نزلت في أوائل الإسلام وبدء العهد بالتبليغ العام. وكأنّها على هذا القول وضعت في آخر سورة مدنيّة؛ للتذكير بأوّل العهد بالدعوة في آخر العهد بها.

وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري: أنّها نزلت يوم غدير خم في عليّ بن أبي طالب.

وروت الشيعة عن الإمام محمّد الباقر أنّ المراد بما اُنزل إليه من ربّه النصّ على خلافة عليّ بعده، وأنّه(صلى الله عليه وسلم) كان يخاف أن يشقّ ذلك على بعض أصحابه فشجّعه الله تعالى بهذه الآية.

وفي رواية عن ابن عباس: أنّ الله أمره أن يخبر الناس بولاية عليّ فتخوّف أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك عليه، فلمّا نزلت الآية عليه في غدير خم أخذ بيد عليّ وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه».

ولهم في ذلك روايات وأقوال في التفسير مختلفة، ومنها: ما ذكره الثعلبي في تفسيره: أنّ هذا القول من النبيّ(صلى الله عليه وسلم) في موالاة عليّ شاع وطار في البلاد، فبلغ الحارث بن النعمان الفهري، فأتى النبيّ(صلى الله عليه وسلم) على ناقته وكان بالأبطح، فنزل وعقل ناقته وقال للنبيّ(صلى الله عليه وسلم) وهو في ملأ من أصحابه: يا محمّد، أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله، فقبلنا منك ـ ثمّ ذكر سائر أركان الإسلام