المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

26

قوله تعالى: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْل ...﴾(1) لم يقصد به إلّا الوحي الطبيعي والغريزي والهداية التكوينيّة من قبل الله سبحانه وتعالى لهذا الحيوان، وقوله(عليه السلام):

ناداهُم صارخ من بعد دفنهم
أين الأسرّة والتيجان والحللُ
أين الوجوه التي كانت منعّمة
من دونها تضرب الأستار والكللُ
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم(2)
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم
 

لم يقصد بالنداء والجواب فيه إلّا لسان الحال.

الثالث: أن تكون الآية أيضاً إشارة إلى زمان يختلف باختلاف الأشخاص وهو زمان بلوغ الإنسان سنّ العقل والرشد، ويكون المقصود الدلالة الفطرية العقلية لكلّ أحد إلى التوحيد ووجود الله سبحانه وتعالى لدى بلوغه هذا السنّ.

وهذا التفسير يشبه التفسير الثاني في الاعتراض عليه وفي الجواب عن الاعتراض.

وبناءً على التفسير الثالث يكون المقصود بالآية المباركة الإشارة إلى فطرة العقل بمعنى بداهة وجود الله تعالى، أو كونه من القضايا التي قياساتها معها، ولا تحمل على العلم الحضوري والإحساس المباشر بالقلب.

وبناءً على التفسير الثاني يمكن حملها على فطرة العقل بمعنى البداهة أو وضوح القياسات، ويمكن حملها على فطرة القلب بمعنى الإحساس والعلم الحضوريين.

وبناءً على التفسير الأوّل يفترض في الآية وجود عالم أخذ الله تعالى فيه


(1) س 16 النحل، الآية: 68.

(2) منتهى الآمال 2: 676 ـ 677، في أحوال الإمام الهادي(عليه السلام).