المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

251

تتمثّل من قبل في الطريقة التي سلكها الخليفة الأوّل، وقد قال عمر حين طلب منه الناس الاستخلاف: لو أدركني أحد رجلين فجعلت هذا الأمر إليه لوثقت به: سالم مولى أبي حذيفة وأبو عبيدة الجـرّاح، ولو كان سالـم حيّاً ما جعلتها شورى(1).

وقال أبوبكر لعبد الرحمن بن عوف وهو يناجيه على فراش الموت: (وددت لو أ نّي كنت سألت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) لمن هذا الأمر فلا ينازعه أحد)(2).

وحينما تجمّع الأنصار في السقيفة لتأمير سعد بن عبادة قال منهم قائل: (إن أبت مهاجرة قريش فقالوا: نحن المهاجرون... ونحن عشيرته وأولياؤه...، وقالت طائفة منهم: فإنّا نقول إذن: منّا أمير ومنكم أمير ولن نرضى بدون هذا الأمر أبداً)(3).

وحينما خطب أبوبكر فيهم قال: (كنّا ـ معاشر المسلمين المهاجرين ـ أوّل الناس إسلاماً، والناس لنا في ذلك تبع، ونحن عشيرة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وأوسط العرب أنساباً)(4).

وحينما اقترح الأنصار أن تكون الخلافة دوريّة بين المهاجرين والأنصار، ردّ أبوبكر قائلاً: (إنّ رسول الله(صلى الله عليه وسلم) لمّا بعث عظم على العرب أن يتركوا دين آبائهم، فخالفوه وشاقّوه، وخصّ الله المهاجرين الأوّلين من قومه بتصديقه...، فهم أوّل من عبد الله في الأرض...، وهم أولياؤه وعترته وأحقّ الناس بالأمر


(1) راجع طبقات ابن سعد 3: 343.

(2) راجع تاريخ الطبري 3: 431.

(3) راجع تاريخ الطبري 3: 218 ـ 219.

(4) شرح نهج البلاغة (لابن أبي الحديد) 6: 7.