المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

25

منذ انعقاد نطفته في رحم اُمّه.

وقد يعترض على هذا الاحتمال بأنّ ظاهر الآية الإخبار عن زمان مضى حيث قال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ...﴾ في حين أنّ انتقال النطفة من صلب الرجل إلى رحم المرأة أمر تدريجيّ باختلاف زمان انعقاد النطف، فمنهم من مضى زمانه حين نزول الآية ومنهم من هو باق على عهدة الاستقبال.

إلّا أنّ هذا الاُسلوب في المستقبل المحقق الوقوع مألوف من القرآن الكريم من قبيل قوله تعالى:﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ * وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاّ فِي ضَلاَل﴾(1)، وقوله تعالى:﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الاَْرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْس مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً... * وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً ...﴾(2) إلى غير ذلك من الآيات(3).

وقد يعترض على هذا الاحتمال أيضاً بأنّ ظاهر الآية هو السؤال والجواب بلسان المقال لا السؤال بلسان التكوين أو الجواب بلسان الحال.

إلّا أنّ هذا النمط من الاستعمال شائع ومستحسن في لغة العرب، فمثلاً


(1) س 40 غافر، الآية: 48 ـ 50.

(2) س 39 الزمر، الآية: 68 ـ 73.

(3) منها الآية: 21 ـ 23 من سورة 14 إبراهيم.