المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

245

دفّتي الحكم أو ما إلى ذلك، بل الإمام هو الوسيط بين الله وبين الخلق كالرسول في استلام الأحكام، وهذا لا يكون إلّا لمن انكشفت له الاُمور بما فيها عظمة الله وحقيقة الأحكام وحقيقة الطاعة والعصيان، وهو الذي بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء. وقد آمنوا ـ حسب ما فهموه من دلالة أئمّتهم إيّاهم ـ بشرط العصمة في الإمام كشرط العصمة في النبيّ، واستمرّ إيمانهم بذلك إلى يومنا هذا، ولم يعدلوا عنه. وليست ولاية الفقيه عبارة عن الإمامة المصطلحة عندهم، وإن كانت الولاية أو القيادة بمعنى من المعاني تسمّى بالإمامة، إلّا أنّ هذا ليس هو عهد الله بالمعنى الذي يفهمونه من قوله تعالى: ﴿لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين﴾(1).

وبهذا البيان اتّضح أنّ الخلاف بين الشيعة والسنّة في شرط النصّ عن الله في تعيين شخص الإمام ليس منصبّاً على نقطة واحدة، بل نتج هذا الخلاف عن الخلاف في تصوير الموضوع، وهو معنى الإمامة، فأحدهما يتكلّم عن معنىً والآخر يتكلّم عن معنىً آخر لا يمكن أن يشخّص مصداقه إلّا من قبل الله عزّ وجلّ.

 

 

* * *

 


(1) س 2 البقرة، الآية: 124.