العرفان الشامخ المطروح في الإسلام والقرآن
نشير فيما يلي باختصار إلى العرفان المطروح في القرآن وفي الإسلام ـ والذي يستحيل وصول شخص غير متربٍّ بتربية القرآن اليه ـ ونكتفي في ذلك بالتلميح إلى نقاط ثلاث:
1 ـ حبّ الله.
2 ـ رضوان الله.
3 ـ لقاء الله.
أمّا حبّ الله فقد عدّه القرآن من فضل الله الذي يؤتيه من يشاء، وعدّه علامة على أنّ صاحبه يكون معتصماً من الارتداد عن مبدئه، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّة عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِم ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيم﴾(1)، فمن لم يتربّ في مدرسة القرآن قد يصعب عليه تصوّر الالتذاذ بحبّ الله فوق الالتذاذ باللذات المادّية فضلاً عن التصديق به أو الوصول اليه، أمّا تلميذ القرآن فيقول: «إِلهي مَنْ ذَا الَّذي ذَاقَ حَلاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرامَ مِنْكَ بَدَلاًَ؟ وَمَنْ ذَا الَّذي آنَسَ بِقُرْبِكَ فَابْتَغَى عَنْكَ حِوَلاًَ»(2) ؟
وأمّا رضوان الله فقد جعله القرآن أكبر من جنّات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنّات عدن، قال الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
(1) س 5 المائدة، الآية: 54.
(2) مناجاة المحبّين.