المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

235

التوراة محمّد بن عبدالله مولده بمكّة، ومهاجره بطيبة، وليس بفظّ ولا غليظ ولا سخّاب ولا متزيّن بالفحش ولا قول الخناء، وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله. وكان اليهودي كثير المال. ثمّ قال(عليه السلام): كان فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله) عباءة وكانت مرفقته (أي وسادته) أدم حشوها ليف، فثنّيت له ذات ليلة فلمّا أصبح قال: لقد منعني الفراش الليلة الصلاة. فأمر(صلى الله عليه وآله) أن يجعل بطاق واحد(1).

السابع: روي عن الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) في بيت اُمّ سلمة في ليلتها، ففقدته من الفراش فدخلها في ذلك ما يدخل النساء، فقامت تطلبه في جوانب البيت حتّى انتهت إليه وهو في جانب من البيت قائم رافع يديه يبكي وهو يقول: اللّهمّ لا تنزع منّي صالح ما أعطيتني أبداً، اللّهمّ لا تشمت بي عدوّاً ولا حاسداً أبداً، اللّهمّ ولا تردّني في سوء استنقذتني منه أبداً، اللّهمّ ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً. قال: فانصرفت اُمّ سلمة تبكي حتّى انصرف رسول الله(صلى الله عليه وآله) لبكائها فقال لها: ما يبكيك يا اُمّ سلمة؟ فقالت: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله، ولم لا أبكي، وأنت بالمكان الذي أنت به من الله قد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر تسأله أن لا يشمت بك عدوّاً أبداً، وأن لا يردّك في سوء استنقذك منه أبداً، وأن لا ينزع منك صالحاً أعطاك أبداً، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين أبداً؟ فقال: يا اُمّ سلمة، وما يؤمنني؟ وإنّما وكّل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفة عين وكان منه ما كان»(2).

 


(1) راجع البحار 16: 216 ـ 217، باب مكارم أخلاقه وسيره وسننه(صلى الله عليه وآله)، الحديث 5.

(2) المصدر السابق، الحديث 6.