المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

234

أحدهما صلّوا»، ثمّ نزل من المنبر، فصلّى بالناس صلاة الكسوف، فلمّا سلّم قال: يا عليّ قم فجهّز ابني(1).

الخامس: روي عن الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) إذا أراد أن يبعث سريّة دعاهم فأجلسهم بين يديه ثمّ يقول: سيروا باسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ولا تمثّلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجراً إلّا أن تضطرّوا إليها، وأيّما رجل من أدنى المسلمين أو أفضلهم نظر إلى رجل من المشركين فهو جار حتّى يسمع كلام الله، فإن تبعكم فأخوكم في الدين، وإن أبى فأبلغوه مأمنه واستعينوا بالله»(2).

السادس: روي عن أمير المؤمنين(عليه السلام) أنّه قال: إنّ يهوديّاً كان له على رسول الله(صلى الله عليه وآله)دنانير فتقاضاه، فقال له: يا يهودي، ما عندي ما اُعطيك. فقال: فإنّي لا اُفارقك يامحمّد حتّى تقضيني. فقال: إذن أجلس معك. فجلس معه حتّى صلّى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) يتهدّدونه ويتواعدونه، فنظر رسول الله(صلى الله عليه وآله) إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟ فقالوا: يا رسول الله، يهوديّ يحبسك؟! فقال(صلى الله عليه وآله): لم يبعثني ربّي عزّ وجلّ بأن أظلم معاهداً ولا غيره. فلمّا علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلّا لأنظر إلى نعتك في التوراة، فإنّي قرأت نعتك في


(1) اُنظر البحار 22: 155 ـ 156، الباب 1 من أبواب ما يتعلّق بالرسول(صلى الله عليه وآله) من أولاده وأزواجه، الحديث 13.

(2) البحار 19: 177، الباب 8 من أبواب أحواله(صلى الله عليه وآله)، الحديث 21.