المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

229

وقال عزّ مِن قائل: ﴿وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْض وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً﴾(1).

وقال تعالى:﴿إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِين﴾(2).

وقال عزّ مِن قائِل:﴿وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُون﴾(3).

وقال عزّ اسمه:﴿إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِين﴾(4).

فبالله عليك هل تعرف سلطاناً أرضيّاً غير متربٍّ في مدرسة القرآن عندما أعطى الأمان لأعدى أعدائه في حالة الحرب لكي يوضّح له حججه، فلم يقتنع بها، يأمر بإرجاعه إلى مأمنه وفاءً بعهد الأمان، وبعد ذلك يُجوّز محاربته؟ أو يحتمل بشأن ما يترشّح من العقل الذي لم ير نوراً من القرآن والوحي غير أن يقول: مادام هذا العدوّ المحارب المسلّح لم يقتنع بحججنا فعليكم أن تقطّعوه إرباً إرباً، وإيّاكم أن تفسحوا له المجال للوصول إلى مأمنه؟

ولا بأس هنا بذكر بعض روايات هذا الباب من قبيل ما روي عن الصادق(عليه السلام)أنّه قال: «لو أنّ قوماً حاصروا مدينة فسألوهم الأمان فقالوا: لا. فظنّوا أنّهم قالوا: نعم. فنزلوا إليهم، كانوا آمنين»(5).

وما ورد بسند تام عن ابن أبي يعفور عن الصادق(عليه السلام): «أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله)


(1) س 4 النساء، الآية: 21.

(2) س 9 التوبة، الآية: 4.

(3) س 9 التوبة، الآية: 6.

(4) س 9 التوبة، الآية: 7.

(5) وسائل الشيعة 15: 68، الباب 20 من جهاد العدوّ، الحديث 4.