المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

222

 

النظم الحياتيّة الراقية والمعارف الأخلاقيّة

المطروحتان في الإسلام والقرآن

 

ولنبدأ لتوضيح الفكرة بالإشارة إلى مشكلة الإنسانيّة المعذّبة والحلّ الذي أتى به القرآن والإسلام لذلك، ونفتتح الحديث بإلقاء نظرة مختصرة على بعض بديهيّات الساحة التي نعيشها في الوقت الحاضر والتي وصلتنا بشكل قاطع من وقتنا القريب، وانتهت إلينا أيضاً من التاريخ الحاكي عن الوقت البعيد، أو من الكُتب السماويّة الحاكية عمّا قبل التاريخ:

إنّ البشريّة المعذّبة لم تر حتّى الآن حياة اجتماعيّة طيّبة وهنيئة على وجه الأرض، ابتداءً بالمجتمع الأوّلي الصغير الذي وقعت فيه مشكلة هابيل وقابيل، وانتهاءً بزماننا هذا الذي تعتبر فيه الصهيونيّة من مفردات مشاكله وويلاته البارزة، فقد شكّلت مصدراً للظلم وهدر الحقوق بالنسبة للعرب والمسلمين معاً، وهم يقفون في وجهها مضحّين بالغالي والنفيس في سبيل درء الظلم عن أنفسهم واسترجاع حقوقهم.

وإنّنا نعتقد أنّ الحلّ الوحيد لجميع المصائب الاجتماعيّة والظلم والمحن والاضطهاد هو الإسلام.

إلّا أنّ الإسلام لم يطبّق حتّى يومنا هذا على وجه الأرض إلّا ضمن نقائص ثلاثة:

أوّلاً: إنّ جميع تطبيقاته من زمن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وإلى ماتحقّق في زماننا من الحكومة الإسلاميّة المباركة في إيران ليس إلّا تطبيقاً على قطعة أرضيّة صغيرة بالقياس إلى الأرض المكتشفة لنا، والتي نتعامل معها في كلّ مرّة من مرّات