المولفات

المؤلفات > اُصول الدين

22

أضع يدي في يده فلأجدنّه عفوّاً كريماً، فجاء فأسلم».

وعلى أيّة حال فلا شكّ على الإجمال في فطرية التوحيد ووجود الله تعالى، والروايات المصرّحة بفطرية ذلك مستقلاً أو ضمن فطرية الدين كثيرة، جمع قسماً منها المجلسي(رحمه الله) في البحار المجلد الثالث في الباب الحادي عشر من كتاب التوحيد، وآخرها في ذاك الباب الحديث المعروف عن النبي(صلى الله عليه وآله): «كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يكون أبواه يهوّدانه و ينصّرانه»(1).

ومن طرائف الروايات الدالة على فطرية وجود الله سبحانه وتعالى عن طريق بروز آياته كلام الإمام الصادق(عليه السلام) مع ابن أبي العوجاء المرويّ عن أبي منصور المتطبّب قال: «أخبرني رجل من أصحابي قال: كنت أنا وابن أبي العوجاء وعبدالله بن المقفّع في المسجد الحرام، فقال ابن المقفّع: ترون هذا الخلق؟ ـ وأومى بيده إلى موضع الطواف ـ ما منهم أحد اُوجب له اسم الإنسانية إلّا ذلك الشيخ الجالس ـ يعني جعفر بن محمّد(عليه السلام) ـ فأمّا الباقون فرعاع وبهائم، فقال له ابن أبي العوجاء وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟ قال: لأنّي رأيت عنده ما لم أر عندهم، فقال ابن أبي العوجاء: مابدّ من اختبار ماقلت فيه منه، فقال له ابن المقفّع: لا تفعل فإنّي أخاف أن يفسد عليك ما في يدك، فقال: ليس ذا رأيك، ولكنك تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إيّاه المحلّ الذي وصفت، فقال ابن المقفّع: أمّا إذا توهّمت عليّ هذا فقم إليه وتحفّظ ما استطعت من الزلل، ولا تثن عنانك إلى استرسال يسلمك إلى عقال، وسمه ما لك أو عليك، قال: فقام ابن أبي العوجاء وبقيت وابن المقفّع فرجع إلينا وقال: يابن المقفّع، ما هذا ببشر! وإن كان في الدنيا روحانيّ يتجسّد إذا شاء ظاهراً


(1) البحار 3: 281، الباب 11 من كتاب التوحيد، الحديث 22.